يمكن القول دون خشية تعميم إن جميع
الحركات الأهلية المسلّحة التي نشأت في العالم العربي منذ أواخر السبعينات (أي بعد
انتصار الثورة الإيرانية من جهة وانطلاق الجهاد الأفغاني من جهة ثانية) هي حركات
إسلامية المرجعية.
فمن لبنان (حزب الله) وفلسطين (الجهاد
وحماس) الى مصر (الجهاد والجماعة) والجزائر (الجيش الاسلامي للإنقاذ) وصولاً الى
العراق، لم ينشأ تنظيم مسلّح واحد (خلال تمرّد على سلطة أو نزاع أهلي أو قتال مع
إسرائيل أو مع الأميركيين)، ولم تتحوّل قوة سياسية الى العسكرة إلّا بهويّة أو
شعارات إسلامية. أمّا من كان من الأحزاب اليسارية والحركات الوطنية يملك أجنحة
عسكرية، فقد انكفأ عن العمل المسلّح إبتداءً من منتصف الثمانينات، وانتهى حضوره
تماماً في التسعينات بعد تلاشي الدعم الخارجي (السوفياتي) له وضمور جمهوره وتعرّضه
للقمع والتهميش. ولم تشذّ عن هذه القاعدة سوى حركة فتح (ومعها بعض
التنظيمات الفلسطينية).