Wednesday, March 26, 2014

الجزائر ومصر وبلية العسكر

بعد أكثر من نصف قرن من استقلال الجزائر، وبعد أربعين عاماً من الطفرة النفطية وعائداتها ومن ادّعاءات التحرّر والتقدّم وتحقيق العدالة الاجتماعية، يتوجّه رئيس البلاد وزعيم نظام الحزب الواحد فيها كلّ ما أصابه داء الى مستشفيات فرنسا، الدولة المستعمرة السابقة، للطبابة والنقاهة. وكذا يفعل غيره من وجهاء البلاد ومن قادة المؤسسة الأوسع نفوذاً فيها: الجيش.
والأمر نفسه يسري على كل طالب علم محظوظ بتأشيرة خروج نحو "الغرب" يحصل عليها بشقّ النفس، وكل طالب استثمار أو رجل أعمال جمع أموالاً مشروعةً أو غير مشروعةٍ يرى في المصارف أو العقارات الأوروبية "ضمانة" له، دون أن ننسى طالبي العمل والهجرة ممّن لا يتردّدون بركوب البحر على قوارب ما من ضمانات لوصولها سالمة الى الضفّة الشمالية.

Wednesday, March 19, 2014

يبرود: كي لا نطبّع مع الدم

منذ بقلاوة احتلال القصير، ومنذ الاعتداءات قتلاً وقصفاً ونهباً على السوريّين في ضواحي دمشق بحجّة الحفاظ على مقام السيدة زينب، يريد حزب الله لأكثرية اللبنانيّين أن يطبّعوا مع تدخّله في سوريا خدمةً للنظام الطغياني الفاسد هناك. ويريد لهم أيضاً أن يطبّعوا مع حلويات "بيئته الحاضنة" واحتفالاتها بانتصار سلاح الجو الأسدي وبراميله وراجمات صواريخه ودبّاباته ومقاتليه، وعناصر الحزب بينهم، على كتائب ضعيفة التجهيز معدومة الدفاعات الجوية ولا تملك القوة النارية الكافية لمواجهات طويلة، ومع ذلك تراها تصمد (تماماً كما كان حزب الله نفسه يصمد على الحدود اللبنانية الجنوبية العام 2006)، لأسابيع وأشهر دون السماح للغزاة باحتلال بلداتها. 

Sunday, March 16, 2014

سوريا: صناعة الموت والجوع والأرض المحروقة

لم يعرف التاريخ الحديث منذ الحرب العالمية الثانية حالةً من الهمجية المُمأسسة شبيهةً بتلك التي يصنعها النظام السوري ويديرها منذ قرابة الثلاثة أعوام. فالأمر ليس فقط في حجم العنف وكثافة القصف أو في عدد الضحايا، إذ سبق لحالات قمع ولمجازر أو حروب أو معسكرات اعتقال في بلدان أُخرى أن أردَت أعداداً أكبر بكثير من الناس، بل هو في "صناعة" هذا العنف وفي هندسته والإشراف على تنفيذه.

حزب الله وخصومه المتبدّلون

يعتبر كثرٌ أن حزب الله معنيّ منذ سنتين بمخاطبة جمهوره حصراً، إذ لم يعد يهمّه مرحلياً سوى الإبقاء على أكثرية الشيعة اللبنانيّين موالين له، محتشدين بعصبيّة حوله ودعماً لخياراته، لا سيّما تلك التي أفضت إرسالاً لآلاف المقاتلين ليقتِلوا ويُقتلوا في سوريا دفاعاً عن آل الأسد.

Tuesday, March 4, 2014

سينما سوريا

تعرض محطّة "آرتي" الفرنسية الألمانية مساء اليوم الثلاثاء في 4 آذار فيلمين سوريّين. الأوّل للمخرج طلال ديركي هو "العودة الى حمص"، والثاني لمجموعة أبو نضّارة هو "سورية: يوميات الزمن الحاضر".
أهمّية عرض "آرتي" مبعثها قوّة الصورة في الفيلمين وقدرتها على نقل الواقع السوري أو جوانب كثيفة منه الى لغة عالمية (لغة السينما) لا يمكن أن تترك إنساناً "سليماً" حيادياً تجاهها.